أدعية مختارة
القران الكريم بصوت الشيخ محمد جبريل
الجمعة، 23 يوليو 2010
الأحد، 18 يوليو 2010
سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سبحان الله وبحمده ..
أن ترحم وتانا وأموات المسلمين أجمعين
اللهم اسكنهم الفردوس الأعلى من الجنان
اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
اللهم نقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اوسع لهم قبورهم وانرها لهم
اللهم اجمعهم مع الانبياء والصدقين والشهداء في الفردوس الأعلى من الجنان
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
Hotmail: خدمة بريد إلكتروني مجانية وموثوق بها وغنية. اشترك الآن.
فضل دعاء ( حسبي الله و نعم الوكيل )
بسم لله الرحمن الرحيم
دعاءٌ قاله إبراهيم – عليه السلام - ؛ فجعلَ الله النارَ برداَ و سلاماً .
" حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
دعاءٌ قاله المسلمون يوم أُحد
{ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ }
و ثبتهم الله رغم الجِراح
" حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
دعاءٌ قالتــْـه أمنا عائشة – رضي الله عنها –
يوم ركبت على ظهر دابة صفوان بن المعطّل فنزلتْ فيها آيات البراءة و الطـُهر .
دعاءٌ عظيم تهتز النفوس حين تسمعه أخطأتُ مرة خطأً غير مقصود فتسببتُ
في أذيــّـة فقيل لي " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
فوالله شعرتُ كأن الأرض تهتز من تحتي ، و كأن جبال الأرض أُطبقتْ عليّ فخلتني هالكة لا محالة ، و أُرعبتُ منها حتى ضاقت عليّ الأرضُ بما رحبتْ فلجأتُ إلى الله الذي هو حسبي و نــِـعم الوكيل و قلتُ : اللهم إنك تعلمُ أنني ما قصدتُ أذيةً لأحد ، و إنما غابت عن ذهني بعض الأمور فأخطأتُ و آذيتُ اللهم احفظني و لا تهلكني ، فإني لا أحب الإساءة لأحد من الناس .
. " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
دعاءٌ له أثره التي لا تخفى و لكن متى يكون لها الأثر و متى تنفع هذه الدعوة؟ ..
يقول ابن القيــّـم – رحمه الله – في كتاب زاد المعاد :
( من هذا قوله في الحديث الصحيح للرجـُـل الذي قضى عليه فقال "
حسبي الله و نــِـعم الوكيل "فقال عليه صلى الله عليه و سلّم :
إن الله يلومُ على العجز ، و لكن عليك بالكيس فإذا غلبكَ أمر فقل
" حسبي الله و نــِـعم الوكيل " ] رواه أحمد و أبو داوود
فهذا قال حسبي الله و نــِعم الوكيل بعد عجْزه عن الكيس الذي لو قام به لقُضي له على خصمه فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساً ثم غالب فقال " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " لكانت الكلمة قد وقعتْ موقعها .
كما أن إبراهيم الخليل لمـّـا فعل الأسباب المأمور بها و لم يعجز بتركـِها و لا بترْكِ شيءٍ منها ثم غلبه عدوّه و ألقوه في النار قال في تلك الحال " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " فوقعتْ الكلمة موقعها و استقرتْ في مظانــّها فأثرتْ أثرها و ترتب عليها مقتضاها )
فإذا ظـُـلمت فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا أُبتليت فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا ضاقت بك السُبل و بارت الحيل و لم تجد من الناس أنيساً و لا مؤنساً فقل
" حسبي الله و نــِـعم الوكيل
و إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهار الحقيقة فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا أُغلق عليك في أمر فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
و إذا تعسرت الأمور فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
إذا أُرتجَ عليك و ضاق فُهمك و تعسّر إدراكك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "
فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيح الكُربة
و يــُـستجلب الرِزق و ينزل الفــَـرج
فالحمد لله الذي شرع لنا في ديننا مثل هذه الكلمات القليلة التي تُرتجى منها
أمورٌ عظيمة فالحمد لله له الشكر وبنعمته تتم الصالحات
فإحذر ان تقال لك من شخص تسببت فى إذيته بخطأ غير مقصود
Hotmail: بريد إلكتروني موثوق فيه ويتمتع بحماية Microsoft القوية من البريد العشوائي. اشترك الآن.
الجمعة، 16 يوليو 2010
احبتي في الله
من شرفة الحنين ينبلج الضياء
وهي شمس اليوم أشرقت
وموكب الحياة يسير بنا مسرعاً عبرخيوط الصباح الفضية
تهب الرياح الدافئة وتمطر الأيام
وننشر عبق الحروف وعطر الكلمات
في سماء ملأت الدنيا ألحاناً وأنغاماًبالثقة والمحبة نحاول دائماً إسعاد الجميع
جئتكم اليوم وفي جعبتي درس خفيق
جميل
طلبه الكثير من الاخوة والاخوات مني
وقد يسر الله لي ووفقني في عمله
درس عمل فيديو
ببرنامج الموفي ميكر
مثال عن العمل على اليوتيوب:
http://www.youtube.com/watch?v=s4Zxv6R2M3o&feature=player_embedded
وقد تناولت اختي لمســااات في دورة لها
شرحا مفصلا لهذا الدرس
تجدونها هنا:
شرح اساسيات العمل في الموفي ميكر
استدراج الصوت وطريقة تقسيمه واخراج العمل ابموفي ميكر
تغيير الصوت سحبه ودمجه بالموفي ميكر
وقد دعمتُ دروسها الطيبة
بتسجيل للدرس على هيئة ،
فيديو للتحميل
عاليوتيوب:
(قريبا)
راجية من المولى ان افيدكم به
وان يستعمل لخدمة الاسلام ...
الخميس، 8 يوليو 2010
لحوم العلماء مسمومة .....
لحوم العلماء مسمومة
مكانة العلماء وفضلهم
قال الله -تعالى-: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) . ويقول -سبحانه-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ويقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) . وأولو الأمر -كما يقول أهل العلم-: هم العلماء، وقال بعض المفسرين: أولو الأمر: الأمراء والعلماء.
ويقول الله عز وجل: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .
ويقول -تعالى-: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
وروى البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " قال ابن المنير -كما يذكر ابن حجر-: "من لم يفقهه الله في الدين فلم يرد به خيرا".
وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر ".
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة - كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: "أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة"، أي أن أهل السنة والجماعة، يتقربون إلى الله -تعالى- بتوقير العلماء، وتعظيم حرمتهم.
قال الحسن: "كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".
وقال الأوزاعي: "الناس عندنا أهل العلم، ومن سواهم فلا شيء".
وقال سفيان الثوري: "لو أن فقيها على رأس جبل، لكان هو الجماعة".
وحول هذه المعاني يقول الشاعر:
النـاس مـن جهـة التمثـال أكفـاء أبـــوهم آدم والأم حــــــواء
فـإن يكـن لهـم فـي أصلهـم نسب يفــاخرون بــه فـالطين والمـــاء
مـا الفضـل إلا لأهـل العلـم إنهـم عـلى الهـدى لمـن اسـتهدى أدلــاء
وقـدر كـل امـرئ مـا كـان يحسنه والجــاهلون لأهـل العلـم أعــداء
من هذه النصوص الكريمة، ثم من هذه الأقوال المحفوظة تتبين لنا المكانة العظيمة، والدرجة العالية التي يتمتع بها علماء الأمة؛ ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير، والإجلال وحفظ الحرمات، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ويقول -جل وعلا-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) والشعيرة -كما قال العلماء-: كل ما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، والعلماء -بلا ريب- يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد.
إذن، فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضا أو تقصيرا في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وما أبلغ قول بعض العلماء: "أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم"
وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة (العلماء)، ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " قال الله -عز وجل في الحديث القدسي-: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " .
أخي القارئ الكريم: كلنا يدرك أن من أكل الربا فقد آذنه الله بالحرب، إن لم ينته ويتب عن ذلك الجرم العظيم، كلنا يدرك هذا، ولكن هل نحن ندرك -أيضا- أن من آذى أولياء الله فقد حارب الله -جل وعلا- كما تبين من الحديث السابق؟ هل نحن نستحضر هذا الوعيد الشديد، عندما نهم بالحديث في عالم من العلماء؟
روى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي -رحمهما الله- أنهما قالا: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله، فليس لله ولي". قال الشافعي: "الفقهاء العاملون": أي أن المراد: هم العلماء العاملون.
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: " من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد آذى الله جل و على " .
لعل في هذه النصوص تبيينا لفضل العلماء، وتذكيرا ببعض ما يجب لهم علينا من الحقوق.
الآثار المترتبة على الوقيعة في العلماء
إن هناك عواقب وخيمة، ونتائج خطيرة، وآثارا سلبية، تترتب على أكل لحوم العلماء؛ والوقوع في أعراضهم. يدرك تلك الآثار من تأمل في الواقع، ووسع أفقه، وأبعد نظره، وإليك أهمها:
1- أن جرح العالم سبب في رد ما يقوله من الحق:
إن جرح العالم ليس جرحا شخصيا، كأي جرح في رجل عامي، ولكنه جرح بليغ الأثر، يتعدى الحدود الشخصية، إلى رد ما يحمله العالم من الحق؛ ولذلك استغل المشركون من قريش هذا الأمر، فلم يطعنوا في الإسلام أولا، بل طعنوا في شخص الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم يعلمون -يقينا- أنهم إن استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول صلى الله عليه و سلم في أذهان الناس؛ فلن يقبلوا ما يقوله من الحق، قالوا: إنه ساحر، كاهن، مجنون...، ولكنهم فشلوا -ولله الحمد- في ذلك، وقد كانوا قبل بعثته يصفونه بالأمين، الصادق، الحكم، الثقة. فما الذي تغير بعد بعثته؟ ما الذي حوله إلى كاهن، مجنون، ساحر؟ إنه هو هو، ولكنهم يقصدونه بصفته رسولا يحمل منهجا هم يحاربونه، فعلموا أنهم إن استطاعوا تشويه صورته في نفوس الناس؛ فقد نجحوا في صدهم عنه، وعما معه من الحق، وهذا هو أسلوب المنافقين اليوم.
2- أن جرح العالم جرح للعلم الذي معه:
وهو ميراث النبي صلى الله عليه و سلم إذ العلماء ورثة الأنبياء؛ فجرح العالم جرح للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا هو معنى قول ابن عباس: " من آذى فقيها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن آذى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد آذى الله -جل وعلا- "
إذن، فالذي يجرح العالم يجرح العلم الذي معه.
ومن جرح هذا العلم فقد جرح إرث النبي صلى الله عليه و سلم وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر.
3- أن جرح العلماء سيؤدي إلى بعد طلاب العلم عن علماء الأمة:
وحينئذ يسير الطلاب في طريقهم بدون مرشدين؛ فيتعرضون للأخطار والأخطاء، ويقعون في الشطط والزلل، وهذا ما نخشاه على شبابنا اليوم.
4- أن تجريح العلماء تقليل لهم في نظر العامة:
وذهاب لهيبتهم، وقيمتهم في صدورهم، وهذا يسر أعداء الله ويفرحهم، يقول أحد الزعماء الهالكين في دولة عربية بعد أن سلط إعلامه على العلماء، مستهترا مستهزئا بهم-: "عالم.. شيخ.. أعطه فرختين؛ فيفتي لك بالفتوى التي تريد".
لقد سقطت قيمة العلماء عند العامة، في كثير من الدول الإسلامية، ذهبت إلى بعض تلك الدول، وسألت عن العلماء، فما وجدت الناس يعرفون العلماء، ولا يأبهون للعلماء؛ لأن العلمنة سلطت سهامها عليهم، فشوهت صورتهم، ولطخت سمعتهم؛ فأصبحوا من سقط المتاع في نظر كثير من الناس.
5- تمرير مخططات الأعداء:
ومن الأمثلة الواقعية لذلك: الطعن في رجال الحسبة، والطعن في القضاة، والطعن في الدعاة.
أما رجال الحسبة فكثير منهم طلاب علم، أصبحت أعراضهم ودماؤهم مستباحة، فتجد العامة والمنافقين العلمانيين، يستطيلون في أعراضهم، بل ربما وقع ذلك من بعض طلبة العلم، تجلس في بعض المجالس فتسمع الكلام السيئ في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أخطأ رجال الهيئة.. فعل رجال الهيئة.. ترك رجال الهيئة..، سبحان الله!! أما يخطئ إلا رجال الهيئات! لماذا لا تذكر أخطاء غيرهم؟!
اطلعت قريبا على فتوى لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- ينبه فيها إلى خطورة التعرض لطلاب العلم، وقصتها أن مجموعة من طلاب العلم اشتكوا أحد المسئولين -ويبدو أنهم زادوا في الشكوى- فأهينوا وسجنوا، لكن هل سمعتم أن أحدا سجن لأنه تكلم في أعراض رجال الحسبة!!
لقد جاءني بعض شباب الهيئات، يشتكون من تطاول الناس عليهم، وعدم وجود من يحميهم، حتى أصبحوا هم المتهمين.
ومع ذلك نجد بعض المحسوبين على الدعاة وطلبة العلم، يستمرئون ركوب الموجة الخبيثة، التي تهدف إلى محاربة الهيئات والقضاء عليها، من حيث لا يشعرون.
إننا لو ذهبنا نحصي أخطاء الآخرين من غير رجال الهيئات لوجدنا أخطاءهم أضعاف أخطاء رجال الهيئات، ولكنها قالة سوء روَّج لها الحاقدون، وساعدهم عليها المغفلون.
وأما القضاة فهم كذلك، يتعرضون للطعن فيهم، وأكل لحومهم، فإنك تجد كثيرا من الناس، يرددون أن القاضي الفلاني فيه كذا، والقاضي الفلاني فعل كذا، والقاضي الفلاني اشترى أرض كذا، والقاضي الفلاني اشترى السيارة الفاخرة، والقاضي الفلاني يؤخر المعاملة، حتى قال قائلهم: نحن لسنا بحاجة إلى القضاة وتعقيداتهم، القانون الفرنسي أرحم لنا منهم.
سبحان الله!! هل الخطأ خاص بالقضاة وغيرهم ملائكة!! إنها حملة مقصودة، ينفخ فيها الضالون؛ من أجل تحطيم القضاء الشرعي.
وأما الحديث عن الدعاة فحدث ولا حرج، لقد وصم الدعاة بألقاب لم نكن نعرفها، وصفوا بالمتطرفين، ووصفوا بالمتزمتين، و... و.... إلى آخر القاموس الظالم، الذي سلطه الحاقدون على الدعاة؛ تشويها لسمعتهم؛ وتبشيعا لواقعهم في عقول الناس.
كل تلك الحملات الشعواء على العلماء وطلاب العلم والقضاة والمحتسبين والدعاة؛ تؤدي إلى تمرير مخططات الأعداء، وتحقيق أهدافهم، فاليقظة اليقظة.
ما يجب علينا تجاه العلماء
1- أن نحفظ للعلماء مكانتهم وفاعليتهم في قيادة الأمة وأن نتأدب معهم:
إن في معاملة السلف لعلمائهم لقدوة لنا، يجب الاقتداء بها، وإن فيما سطروه من بيان لآداب طالب العلم لنورا، ينبغي لشداة العلم أن يستنيروا به في طريق الطلب.
قال العراقي: " لا ينبغي للمحدث أن يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك، وكان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء".
وقال ابن الشافعي: "ما سمعت أبي ناظر أحدا قط فرفع صوته ".
وقال يحيى بن معين: "الذي يحدث بالبلد وفيها من هو أولى منه بالتحديث فهو أحمق ".
وقال الصعلوكي: "من قال لشيخه: لِمَ -على سبيل الاستهزاء- لم يفلح أبدا".
وتأدب ابن عباس رضي الله عنه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث مكث سنة وهو يريد أن يسأله عن مسألة من مسائل العلم، فلم يفعل.
وقال طاووس بن كيسان: "من السنة أن يوقر العالم ".
وقال الزهري: "كان أبو سلمة بن عبد الرحمن يماري ابن عباس؛ فحرم بذلك علما كثيرا ".
وقال البخاري: "ما رأيت أحدا أوقر للمحدثين من يحيى بن معين ".
وقال المغيرة: "كنا نهاب إبراهيم كما نهاب الأمير ".
وقال عطاء بن أبي رباح: "إن الرجل ليحدثني بالحديث، فأنصت له كأني لم أسمعه أبدا، وقد سمعته قبل أن يولد".
وقال الشافعي: "ما ناظرت أحدا قط إلا تمنيت أن يجري الله الحق على لسانه ".
وذكر أحد العلماء عند الإمام أحمد بن حنبل -وكان متكئا من علة - فاستوى جالسا وقال:" لا ينبغي أن يذكر الصالحون فنتكئ".
وقال الجزري: "ما خاصم ورع قط ".
وبمثل هؤلاء يحسن الاقتداء (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) .
2- أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله، وهم الأنبياء والملائكة:
وعلى ذلك فيجب أن ندرك أن العالم معرض للخطأ، فنعذره حين يجتهد فيخطئ، ولا نذهب نتلمس أخطاء العلماء ونحصيها عليهم.
ولقد كان سلف الأمة -رحمهم الله- يستحضرون هذا الأمر، ويفقهونه حق الفقه.
قال الإمام سفيان الثوري: "ليس يكاد يثبت من الغلط أحد".
وقال الإمام أحمد: "ومن يعرى من الخطأ والتصحيف!!"
وقال الترمذي: "لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم ".
وقال ابن حبان: "وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحة عدالته بأوهام يهم في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك، ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة؛ لأنهم أهل حفظ وإتقان، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في رواياتهم ".
3- أن ندرك أن الخلاف موجود منذ عهد الصحابة إلى أن تقوم الساعة:
لذلك يجب أن تتسع صدورنا للخلاف بين العلماء، فلكل واحد منهم فهمه، ولكل واحد اطلاعه على الأدلة، ولكل واحد نظرته في ملابسات الأمور، فمن الطبيعي أن يوجد الخلاف بينهم، وانظر ما ذكره كثير من العلماء في هذا الموضوع ككتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
4- أن نفوت الفرصة على الأعداء، وننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم، وأن ندافع عن علمائنا، لا أن نكون من وسائل تمرير مخططات الأعداء من حيث لا نشعر.
5- أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن، وألا نسيء الظن فيهم، وإن لم نأخذ بأقوالهم.
حقا أننا لسنا ملزمين بالأخذ بكل أقوال العلماء، لكن ثمة فرقا كبيرا بين عدم الأخذ بقول العالم -إذا كان هناك دليل يخالفه- والجرح فيه، فلا يعني عدم اقتناعنا برأي العالم أن نستبيح عرضه، ونأكل لحمه، ولقد كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي" ونقل ذلك عن غير واحد من الأئمة؛ فقد كانوا يدركون أنه ليس أحد متعبدا بقول عالم، فقد يكون قوله مخالفا للدليل؛ لأنه لم يبلغه -مثلا- لكن تبقى حرمة العالم مصونة من الطعن والوقيعة.
قال عمر رضي الله عنه "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا".
6- أن ننتبه إلى أخطائنا وعيوبنا نحن، وننشغل بها عن عيوب الناس عامة، وعن أخطاء العلماء خاصة.
يـا واعـظ الناس قد أصبحت متهما إن عبـت منهـم أمـورا أنت تأتيها
وأعظـم الإثـم بعـد الشـرك نعلمه فـي كـل نفس عماها عن مساويها
عرفتهـا بعيـوب النـاس تبصرهـا منهـم ولا تبصـر العيب الذي فيها
وما مثل من يقع في أعراض العلماء وينسى نفسه إلا كما قال الشاعر:
كنـاطح صخرة يوما ليوهنهـا فلـم يضرهـا, وأوهـى قرنه الوعل
أو كما قال الآخر:
يـا نـاطح الجـبل العـالي ليثلمـه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
قد يقصر العالم، ولكن هل يعني تقصيره أن نترك علمه وعمله؟!
اعمـل بعلمـي وإن قصرت في عملي ينفعـك علمي, ولا يضررك تقصيري
السبيل السليم لبيان الحق بدون الوقوع في العلماء
بعض الناس اليوم وقعوا بين إفراط وتفريط، ففريق يطعنون في العلماء ويتهمونهم كلما قالوا شيئا.
وفريق آخر إذا سمعوا عالما أو طالب علم يبين الحق بدليله قالوا: إنه يقع في أعراض العلماء، ويحدث فتنة.
وكلا الفريقين مجانب للمنهج الصحيح في هذا الباب.
فما المنهج الصحيح الذي نجمع فيه بين بيان الحق وحماية أعراض علمائنا، غير ملتزمين بقول إلا إذا كان مقرونا بالدليل؟
( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ). {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً}
الاسلام سؤال وجواب
الدرر السنية
بحث عن: