مجاهدة النفس .. سبيل السعادة الإنسان في هذه الحياة الدنيا يعيش حالة من الصراع مع أعداء ظاهرين، واعداء اخرين غير ظاهرين ولذا فإنه لا بد أن يكون دائمًا متيقظًا حذرًا. وإن أعدى أعداء المرء نفسه التي بين جنبيه فإنها تحثه على نيل كل مطلوب والفوز بكل لذة -حتى وإن خالفت أمر الله وأمر رسوله- والعبد إذا أطاع نفسه وانقاد لها هلك، أما إن جاهدها وزمها بزمام الإيمان، وألجمها بلجام التقوى، فإنه يحرز بذلك نصرًا في ميدان من أعظم ميادين الجهاد. قال رسول الله : "ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب" .[الصحيحة: 549]. فجهاد النفس إذاً من أفضل أنواع الجهاد، قال ابن بطال: "جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل"، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)[النازعـات:40]. ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة" .مراتب مجاهدة النفس: قال بعض الأئمة: وجهاد النفس أربع4 مراتب: * حملها على تعلم أمور الدين، * ثم حملها على العمل بذلك، *ثم حملها على تعليم من لا يعلم، *ثم الدعاء إلى توحيد الله، عدة المجاهدة: والمسلم وهو يجاهد نفسه لابد له من عُدَّة يتسلح بها، وأقوى الأسلحة التي يستخدمها المسلم في مجاهدة نفسه، 1-سلاح الصبر؛ فمن صبر على جهاد نفسه وهواه وشيطانه غلبهم إذا المرء لم يَغْلِبْ هواه أقامهُ.. ... ..بمنزلةٍ فيها العزيز ذليلُ كان زياد بن أبي زياد - مولى ابن عياش - يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟ وكان يقول لنفسه: "ما لك من الطعام غير هذا الخبز والزيت، وما لك من الثياب غير هذين الثوبين، وما لكِ من النساء غير هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ قال: فقالت(نفسه): "أنا أصبر على هذا العيش". وانظر إلى مالك بن دينار رحمه الله، وهو يطوف في السوق، فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: "اصبري؛ فوالله ما أمنعك إلا من كرامتك عليَّ". وقد كان من وصايا الصديق رَضي الله عنه للفاروق حين استخلفه: "إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك". 2- الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، والاستعانة بالصلاة. عن ربيعة الأسلمي رضَي الله عنه قال: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ. فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ". إن مجاهدة النفس باب عظيم من أبواب الخير، فإن وفق العبد فيه فاز وربح ربحًا لا خسارة بعده أبدًا. منقول من موقع اذاعة القرآن الكريم |
أدعية مختارة
القران الكريم بصوت الشيخ محمد جبريل
الثلاثاء، 11 يناير 2011
مرسلة بواسطة
zananib
في
11:40 ص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الاسلام سؤال وجواب
الدرر السنية
بحث عن:
0 التعليقات:
إرسال تعليق