حين تسمع جيّدا بأذنك و لا يصل الكلام إلى قلبك،
حين تحسّ الأشياء بيدك و قلبك ميّت لا إحساس له.
يجب أن تبكي على حالك حين تـلبس ثيابا نظيفة
و قلبك ملطخ بالذنوب، مُـسودّ بالمعاصي.
حين تسعى لتنظيم الأمور من حولك و قلبك يملأه الخراب،
حين تدعو للسّلام و في قلبك حرب.
يجب أن تبكي على حالك حين تجد أنـّك تــُـتـقن السّجود و الرّكوع
و لا تستحضر قلبك في الصّلاة،
حين تقرأ القرآن و قلبك مقـفول لا يتـدبّر.
يجب أن تبكي على حالك حين تمثـل دور الفرح المسرور
و في قلبك مرارة و أسى وغضب
حين تلبس قناع الرّضا و القناعة و قلبك ساخط على قدر الله.
و لكن ماذا ينفع البكاء على قــلب تجرّع الأمراض حتــّـى ارتوى،
و يعيش في غفلة و لا يدري أنّ به أذى،
أيُعقل أن يكون قد طبع على قلبك، طبعا لا،
فالله أرحم من ذلك، فقد جعل لكلّ داء دواء.
فاٌنـفض الغبار عن قلبك،
و تعهّد نفسك بأنّـك ستسعى جاهدا لعلاج الأمراض الّتي بداخلك.
فحين تدرك أنّ قلبك مريض
فإنّك بذلك قد سلكت نصف الطريق في رحلة العلاج،
فحاول أن تجده
فالمهمّ أن تبحث و ستجد الدّواء بإذن الله
و تلقى الله بقلب سليم إن شاء الله.
" يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم"
سورة الشعراء 86-
0 التعليقات:
إرسال تعليق